رجاء بن سلامة : المكتبة الوطنية لا تجد 500 الف دينار لترميم التراث في حين يتم صرف مليار ونصف في افتتاح مهرجان من المهرجانات

قالت رجاء بن سلامة المديرة العامة للمكتبة الوطنية في حوار لها اليوم الثلاثاء 14 جويلية 2020 على راديو نزاهة إن المكتبة تعدّ منصة الكترونية ستكون جاهزة في 2021 لتكون مكتبة وطنية على الانترنات، كما أضافت أن المكتبة الوطنية تعمل اليوم على رقمنة التراث وتبذل جهدا كبيرا في ذلك رغم بعض الصعوبات ولعل أهمها الميزانية.
وأكدت المديرة العامة للمكتبة الوطنية أن الميزانية المخصصة للتراث في حدود 17 بالمائة من ميزانية وزارة الثقافة وحظ التراث قليل في التسيير وهناك توجه كبير للمهرجانات والمكتبة الوطنية لا تجد 500 الف دينار للاهتمام بترميم التراث في حين يتم صرف مليار ونصف في افتتاح مهرجان من المهرجانات، ومن الضروري اليوم دعم التكوين والتوجه الى الاهتمام بالجانب الفكري الثقافي والاستثمار في المستقبل .
وأضافت بن سلامة ان الثقافة الديمقراطية مازالت لم ترسى في البلاد وداخل الأحزاب ، والبلاد بمجرد شروعها في إرساء الثقافة الديمقراطية تظهر في الصورة ثقافة أصولية لها منابرها المحلية والدولية حسب قولها كما أن لها منابرها الإعلامية وأذرعها في الدولة وأجهزتها ، كما أن المنابر الإعلامية غير مفتوحة للنخب الثقافية والفلسفية في البلاد فالفكر النقدي يغير الانسان مشيدة بتجربة راديو نزاهة في فتح الباب للمثقفين في هذا الاطار.
وقالت إن تونس تعاني ازمة انتاج فكري من ذلك الاطروحات التي تبقى على الرفوف دون نشرها إضافة الى عدم الاهتمام بالشباب والمراهقين ومخاطبتهم بلغتهم وما يتوافق معهم اليوم ، وأضافت ان فقدان الثقة خطير في امتناع المواطنين عن الانتخاب رغم أن البلاد تكتسب عديد الخبرات والكفاءات غير أن الواقع يؤكد ابتعادها عن العمل السياسي ما فتح الباب أمام المال السياسي الفاسد وأحزابا تعتمد الديمقراطية المغلوطة بالمال الفاسد ولها وجود في البرلمان وتضغط على المشرّع ، ولكن من جهة أخرى فإن القوى الحية والديمقراطية موجودة وفاعلة أيضا اليوم إضافة الى الطاقات الخلاقة والمبدعة في تونس ما يفتح باب الأمل حسب قولها.
وأشارت رجاء بن سلامة الى أن الثقافة في تونس تم العمل عليها لتكون مدعومة من الدولة ولا تكون الدولة هي المنتجة للمضمون الثقافي ، وقالت انها بعد 2011 كانت تكتب من منطلق الخوف على البلاد وتهاجم الأطراف التي تراها خطرا على البلاد ولكن خفّت المشاعر الان وعلى منظومة التشريعات تعديل بعض القوانين للمحافظة على الوضع العام بالبلاد ، كما ان الأزمات والمحن في البلاد تمكن من احداث القوة والتقدم وليس العودة الى الخلف، مضيفة أن الصراع السياسي لا يثير القلق ولكن الخوف وتهديد الدولة يكمنان في عدم تطبيق القانون ووجود قوى ولوبيات لها مصالح وهي متهربة من العقاب “فرعنت” ولها أذرع في كل المجالات والقطاعات وأجهزة الدولة.
تعليقات
أضف تعليقا